Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

لحظة وفاء
لحظة وفاء
لحظة وفاء
Ebook182 pages1 hour

لحظة وفاء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لم تكن البدايات دائماً هي المحدد الرئيسي للمسار، الذي يسلكه الإنسان.. ربما كانت مخارج الطرق، هي المحددة لذلك المسار الصحيح.. وربما كانت تلك المطبات الموجودة على الطرقات، هي التي تدعونا أن نعيد التفكير، هل هذا هو الطريق الصحيح، أم لا؟ يجب على كل إنسان تحديد طريقه، ويتحمل تبعات اختياره، تلك هي الحياة، وتلك هي اختياراتنا..
Languageالعربية
Release dateJun 9, 2024
ISBN9789778695359
لحظة وفاء

Related to لحظة وفاء

Related ebooks

Related categories

Reviews for لحظة وفاء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    لحظة وفاء - محمد حماد

    محمد حماد

    لحظة وفاء

    الإهداء

    إهداء خاص جدًا..

    إلى روحه الطاهرة التي صعدت إلى خالقها، وتركت بنا جرحًا لم ولن يلتئم. وان كانت روايتي بعنوان لحظة وفاء، فالوفاء كل الوفاء أن أوفيك حقك رغم غيابك.. إلى روح عمي ومعلمي أحمد حماد.. لم أكن أتخيل يومًا أن أكتب تلك الكلمات لروحك، ولكن إن كنت فارقتنا بجسدك، لكن روحك ما زالت معنا، وصوتك في أذني، ونصائحك في عقلي..

    إن كنت أنا تمنيت أن يكتب على قبري عند موتي غفر الله له كان طيبًا لين القلب.. فالآن أكتبها لك ليقرأها من يقرأ ذلك الكتاب: غفر الله لك، وأحتسبك عند الله طيبًا لين القلب ولا أزكيك على الله..

    سُئل أحد الحكماء: أي الصفات يجب أن يتصف بها الإنسان ليكون صالحًا؟

    فأجاب: إنها صفة الوفاء.

    هكذا بدأ ذلك الشاب كتابة مذكراته التي اعتاد أن يكتبها وهو يرشف الشاي وحده في غرفته، يسيطر عليه الفرح للقائه صديقه الذي سوف يعود من السفر بعد غياب دام عنه لمدة خمس سنوات.

    يعود أسامة بذاكرته إلى الوراء، يتذكر أيام دراستهما معًا كيف مرت الأيام سريعًا وأنهيا دراستهما الجامعية سويًا، وتفرقا الأحبة في ميادين العمل؛ حيث سافر هيثم إلى إحدى الدول العربية عندما حصل على عقد عمل، وقد ساعده أسامة في ذلك، يا لهما من أحبة.

    ما هذه الصداقة والمحبة!!

                         **   **   **   **

      على متن الطائرة القادمة يسأل هيثم نفسه: هل سأجد أسامة في انتظاري؟ كم أشتاق إليه وكيف حاله؟ وما هي حقيقة عمله الذي لا يذكره لي ودائمًا ما أسأله عليه فيتهرَّب من الإجابة؟

    مرت أربع ساعات_ زمن الرحلة_ وهناك اشتياق لكلٍ منهما للآخر فمتى يلتقيان؟

    وصل أسامة إلى صالة الانتظار قبل موعد وصول الطائرة بساعة، ومرت كأنها يومٌ كامل حتى تم النداء عن وصول الرحلة رقم 247 القادمة من جدة.

    التقى الأحبة ويا لها من لحظة لقاءٍ عندما تتعانق الأبدان، وتتشابك الأيادي، وتذرف الدموع والعبرات؛ فحينها لا نقول صداقة، بل نقول إخوة، أوصل أسامة هيثم إلى شقته وكانت المفاجأة التي أعدها هيثم لأهله في بيته وهي عودته دون أن يخبرهم.

    طرقات على الباب وصوت جرس الباب لن ينقطع، صوت من الداخل يدعوه للانتظار؛ فيزيد هيثم من مزاحه ويزيد من الطرق على الباب، فيعلو الصوت من الداخل بأن عليه التمهل فالدنيا لن تطير، فتزداد ابتسامة هيثم  فهو دائمًا ما يحب أن يمازح والدته، فيزيد من فعله حتى تفتح له والدته التي تفاجأت من وجود ولدها أمامها فهدَّأ روعها وتحتضن فلذة كبدها بلهفة واشتياق، وتسأله لماذا لم تخبرنا بعودتك يا ولدي، هل أصابك مكروه؟ ولكنها لم تشعر بوجود أسامة الذي ألقى عليها التحية مرارًا وكأنه لم يقل.

    في رحلات العودة السابقة لم يلتقِ الصديقان حيث لم يستطع كلا منهما التواصل مع الآخر إلا من فترة ليست بالطويلة، عندما هاتفت مريم التي تعمل في إحدى الشركات الخاصة ببرمجة الحاسوب أسامة لإجراء المقابلة الشخصية للقبول في الوظيفة والتي وقفت قليلًا أمام الاسم فكثيرًا ما ردد هيثم هذا الاسم أمامها؛ ومن هنا كانت بداية التواصل.

    استأذن أسامة وانصرف على أن يلتقوا في اليوم الثاني وفي طريق العودة توقف أسامة قليلًا يحدث نفسه: كم كنت مقصر في حقك صديقي، ولكن لم أكن أعلم طريقًا للوصول إليك. شرد أسامة بفكره إلى أيام دراستهما الثانوية، وكيف تعرف على هيثم، لقد كانا سويًا في إحدى حصص التربية الرياضية في الصف الثاني الثانوي، كانت هناك مباراة لكرة القدم بين فريقين أحدهم به هيثم والآخر به أسامة، حينها قسى أسامة على هيثم الذي معه الكرة، وفي اليوم التالي كان هيثم واقفًا يحدِّث إحدى زميلاته فانتظره أسامة حتى انتهى.

    أسامة: لو سمحت.

     هيثم: نعم؟ بتناديي أنا؟

    أسامة: أيوه.

    ثم أتى عليه قائلًا: السلام عليكم ورحمة الله.

    هيثم: وعليكم السلام ورحمة الله.

    أسامة: أنا أسامة محمد معاك في الفصل وجيت أعتذر لك عن اللي حصل منى إمبارح.

    هيثم: على ايه مفيش حاجة، وأنا هيثم.

    أسامة: عامل ايه في المذاكرة؟

    هيثم: الحمد لله، بس مش تمام أوي.

    أسامة: ليه كده لو محتاج مذكرات أي مادة ابقى قول.

    وتبادلا أرقام الهواتف وانصرفا.

    أفاق أسامة من شروده على رنة هاتفه المحمول فكان صديقًا له في العمل يخبره بضرورة سفره إلى مقر الشركة الآخر في إحدى محافظات صعيد مصر غدًا لأمر طارئ.

    ذهب أسامة إلى بيته أخبر والده بضرورة سفره وأعد حقائبه؛ استعدادًا للسفر.

                                  *  *  *  *

    عادت مريم من عملها في موعدها المعتاد وهي مشغولة البال لم يعتد أسامة على الغياب، هل أصابه شيء؟ ولماذا لم يخبر أحدًا بغيابه حتى أصدقائه في المكتب، وبرغم أنه ذو أخلاق عالية ومحبوب من الجميع إلا أنه لا يخبر أحدًا بسره، وكانت مريم تحمل في قلبها ودًا لأسامة.

    مرت مريم بأخيها الجالس، ولكنها لم تنتبه لوجوده.

    هيثم: مريم.

    انتبهت مريم لصوت هيثم: هيثم رجعت امتى؟ وليه ماقُلتش؟

    ثم ذهبت للسلام على أخيها وجلست بجانبه وبعد السلام والترحيب: تعرف مين شغال معانا في الشركة؟

    هيثم: مين؟

    مريم: أسامة صاحبك.

    هيثم:  بجد؟! ده هو اللي وصلني النهارده وهو الوحيد اللي كان عارف ميعاد رجوعي وكان مستنيني في المطار.

    (علشان كده مجاش النهارده الشغل).

    قالتها مريم في نفسها فهي تتمنى شابًا في أخلاق أسامة، ثم تنصرف إلى حجرتها وقد ارتاح قلبها واتصلت بصديقتها سارة التي تخبرها أسرارها، وتخبرها ما حدث فتدعو لها بأن يرزقها الله إياه؛ فتحمر وجنتاها خجلًا من نفسها.

    تسمع مريم صوت أمها تنادى عليها: مريم.

    مريم: نعم يا مامتي.

    أمها: تعالي ساعديني نجهز الغدا.

    مريم: معقولة يا أجمل وردة أنتِ هاتجَّهزي الغدا بنفسك، استريحي واقعدي أنتِ وأنا هاجهز كل حاجة.

                            **   **   **   **

    ينظر هيثم في ساعته ويتذكر طفولته حيث كان طفلًا مدللًا حتى أصبح في الخامسة عشرة حينما تزوج والده من أخرى، وترك بلدته وهاجر إلى خارج مصر الحبيبة، وانقطعت أخباره، كانت مريم حينها في الثانية عشرة من عمرها، وكانت إسراء في العشرين، أكمل هيثم وإخوته دراستهم وتزوجت إسراء، فتحمُل شابٍ صغير مسئولية أسرة كاملة فهي مهمة صعبة جدًا.

    تناولوا جميعًا الغداء وجلسوا يتحدثون ويتذكرون الماضي القريب والبعيد، يخبرهم هيثم بعدم نيته للسفر مرة أخرى وأنه سيبحث عن عمل داخل مصر، تنالهم السعادة جميعًا بهذا القرار، ويتمنون له التوفيق والنجاح وأن يحقق كل ما يتمناه، وما هي إلا لحظات حتى أتت أخته إسراء بولديها لعلمها بعودة هيثم من السفر.

    سلمَ عليها وداعب ولديها وسألها عن حالها وزوجها.

    وعندما سمع أذان العشاء توضأ وذهب للصلاة ثم جلس ليستمع لأحد الدروس التي تُلقى بعد صلاة العشاء، وعند الانتهاء ذهب ليلتقي مع بعض أصدقائه في ذلك النادي الذي اعتادوا على الجلوس هناك يوميًا، تفاجئوا جميعًا بقدوم هيثم.

    سلم على الجميع وسأل عن صديقه أسامة.

    سامح: مجاش النهارده، انت ماسلمتش عليه ولا ايه؟

            دا حتى في غيابك دايمًا بيدعيلك ومفيش قاعدة غير كنت موجود معانا.

               (كم جميل أن تكون الغائب الحاضر).

    تمتم هيثم بكلمات ثم ابتسم وأخرج هاتفه من جيبه وأجرى اتصالًا بصديقه أسامة الذي اعتذر عن الحضور لأنه سيخلد للنوم لسفره في الصباح للعمل.

                          *   *    *    *

    استيقظ أسامة وتهيأ لصلاة الفجر، وتذكر قديمًا عندما كان دائمًا ييقظ هيثم للصلاة، أخرج هاتفه لييقظ صديقه.

    (ما أجملها من صداقة بُنيت على الحب في الله).

    هيثم: السلام عليكم.

    أسامة: عليكم السلام.

         : أنا آسف أنى بصحيك بس قلت عشان تصلي.

    هيثم: جزاك الله خيرًا أنا كنت لسه هاتصل بيك.

    وأنهيا المكالمة وذهبا كلًا منهما للصلاة.

    ثم جلسا يرددان الأذكار، وبعدها انصرف كلًا منهما إلى بيته.

    أخذ أسامة حقائبه وذهب ليلتقي بأصدقاء عمله المسافرين معه عند محطة القطار، يجتمع المسافرون الخمسة معًا لتبدأ الرحلة ولأول مرة منذ عدة أشهر يلتقى أسامة بخطيبته السابقة والتي تعمل معه في نفس الشركة، ولكنها في مجال آخر، تلتقى العيون وتريد أن تعتذر له عما حدث منها ولكن.

             (دائمًا ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1