Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أنين الفراق
أنين الفراق
أنين الفراق
Ebook310 pages2 hours

أنين الفراق

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الحب ليس رواية شرقية، في ختامها يتزوج الأبطال.. الحب أن تظل على الأصابع رجفة، وعلى الشفاه المطبقات سؤال، الحب ليس مجرد كلمة تقال.. الحب إحساس ومشاعر، تخرج بدون استئذان.. ستقابلك الكثير من الصعوبات، والتحديات، ولكن إن واجهتها بكل عزمك، وقوتك، فأنت من الشجعان.. كن صادق الوعد، والنية، مع من اختارها قلبك، وعش معها أحلى خطبة في رضا الله، تزوج على المنهج الإسلامي الصحيح، حتي تكون من السعداء، ولا تقنط من رحمة الله، إذا نزل عليك البلاء، بل ارضَ بقضائه، حتي تفوز بالجنان.. فمن كان هدفه العيش مع الله سيصل إليه، فعِشْ على مراد الله، كما أمرك الله
Languageالعربية
Release dateJun 9, 2024
ISBN9789778693836
أنين الفراق

Related to أنين الفراق

Related ebooks

Related categories

Reviews for أنين الفراق

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أنين الفراق - محمد هاشم

    أنين  الفراق

    محمد هاشم

    تمر علينا في بعض الأحيان لحظات نعجز فيها عن التعبير عن مشاعرنا، فتخوننا الكلمات عن وصف ما يجول بخاطرنا.. اليوم نقف بصمت أمام حبيبة قلبي التـي قدمت لي الكثير من التحفيز، والجهد والصبر على إتمام هذا الموضوع الجميل.

    إهداء إلى من كان بطنها لي وعاءً، وحجرها لي غطاءً، أهديها هذا العمل المتواضع لأكون من الأوفياء، راجيًا من رب السماء أن تكون في منزلة النبيين والصديقين والشهداء.

    أمي الغالية

    إلى من لا يطيب الليل إلا بشكرك، ولا يطيب النهار إلا بطاعتك، ولا تطيب اللحظات إلا بذكرك، ولا تطيب الآخرة إلا بعفوك، ولا تطيب الجنة إلا برؤيتك.. الله جل جلاله.

    إلى من بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمّة، وتركنا على المحجة البيضاء.. محمد صلى الله عليه وسلم.

    إلى من كلله الله بهيبة الوقار، إلى من علمني العطاء من دون انتظار، إلى من أحمل اسمه بكل افتخار، أرجو من الله أن يمد في عمرك كي ترى ثمارًا قد حان قطافها بعد طول انتظار، وستبقى كلماتك نجومًا أهتدي بها اليوم والغد وإلى الأبد.. أبي الحبيب.

    إلى ملاكي في الحياة، إلى معنى الحب والحنان والتفاني، إلى بسمة الحياة وسر الوجود، إلى من كان دعاؤها سر نجاحي، وحنانها بلسم جراحي.. أمي الحبيبة.

    لو كنت أملك أن أهدي إليكِ عيني لوضعتها بين يديكِ، لو كنت أملك أن أهدي إليكِ قلبي لقدمته هدية بين يديكِ، لو كنت أملك أن أهدي إليكِ عمري لسجلت أيامي باسمك، لكني لا أملك سوى الكلمات الكثيرة من صادق التعبيرات، فلتكن هي هديتي إليكِ.. زوجتي حبيبة قلبي.


    كنت تائهًا وطريقي مظلم وقلبي حزين وفراق أنين.

    يا رب، كنت أقول متى سأتوب؟ غدًا أم بعد غد؟

    طريقي كان ضبابًا في بعدي عنك.

    شيطاني دائمًا كان يجعلني أضحوكة لكني يا رب عُدت إليك..

    أخذت القرار وكان أصعب قرار عندما وقفت ضد نفسي.

    تركت كل شيء وعلّقت قلبي بك وتقربت إليك، دعيت واستجبت وتُبت وعُدت أصلي وأقول يا رب خذني إليك..

    كنت على خطأ وكان لا بد أن أتوب خطوة بخطوة.. تقربت إليك وصحبة خير شدّتني إليك وبقرآني عشت حياتي، خفت أن أغضب ربي ثانية ولو في يوم بعدت غصبًا عني قربني إليك واهدي لي نفسي وأبعد الشيطان عني..

    يا رب أتمنى أن أنول رضاك وفي الجنة أعيش هناك بجوار حبيبي محمد رسولي - صلى الله عليه وسلم - وتحت ظلك أعيش يا رب.

    يا رب تقبلني عندك، ردني إليك ردًّا جميلًا، خذ بيدي إلى طريق الحق، نوّر بصيرتي، ثبت أقدامي وانصرني دائمًا وخفف قلبي وفرّح حياتي بقربي منك واسترني يا رب وأحسن خاتمتي.


    هناك نوع من البشر لا يحبون الخروج من البيت، ويحبون الجلوس في غرفتهم فقط، وعند خروجهم ينجزون أعمالهم ويعودون دون ملاقاة أحد تقريبًا، هؤلاء هم الأشخاص نفسهم الذين لديهم صديق واحد أو اثنان مقربان، ولا يتصلون بأحد.. هم أنفسهم الذين دائمًا هواتفهم في وضع صامت، ولا ينتظرون أن يسأل عنهم أحد.. هم أنفسهم الذين يفتحون الفيسبوك أربع وعشرين ساعة دون محادثة أحد.. هم أنفسهم الأشخاص الذين يعشقون البحر والصحراء والشتاء والعزلة والهدوء.. هم الذين يبتسمون دائمًا، سارحون في خيالهم لا يؤذون أحدًا.

    هكذا تكون شخصيتي، هكذا يكون عالمي.. عالمي الخاص الذي أعيش فيه حتى لقاء ربي.

    مرحبًا بك يا صديقي في عالمي الخاص.. هذه صفحات كتابي أتمنى لك رحلة طيبة في كتابي.. لا تنساني من دعائك.. ادعُ لي دعوة من قلبك.

    محمد هاشم

    "عش عفويتك تاركًا للناس إثم الظنون،

    فلك أجرهم ولهم ذنب ما يظنون"

    نجيب محفوظ


    يولد العقل كصفحة بيضاء ومن ثم تأتي التجربة لتنقش عليه ما تشاء.. مقولة جميلة لفتت انتباهي كثيرًا، وهي لـ جون ستيوارت ميل  فيلسوف واقتصادي بريطاني.

    هذه العبارة شجعتني على التأليف والعمل بالكتابة، جعلت لدي طموحًا كبيرًا في أن أصل إلى القمة، ولكن لا يوجد شيء سهل في هذه الحياة، الوصول إلى القمة لا يكون سهلًا بهذه الدرجة.

    هذه أول تجربة وأول رواية أكتبها بنفسي، شكرًا لكل من علمني، شكرًا لكل من ساندني، شكرًا لكل من شجعني.

    إلى كل قلب ذاق معنى الحب ولكنه رفض أن يعلنه إلى كل شخص، انتظر الحلال ولم يذهب إلى الحرام.. إلى جنة الحياة ورفيقة الدرب، إلى من ستكون بطلة هذه الرواية، إلى حبيبتي مـي  رفيقة دربي ونور عيني وحياة قلبي، أكتب هذه الرواية من أجلها، أحمد الله أنكِ ستكونين في حياتي تضيئين طريقي بنور الإيمان.

    تحديات وصعوبات وقفت في طريقي ولكني لم أعجز أمامها، واجهت كل هذه الصعوبات بقلب صلب قوي، تزوجت الفتاة التي أحبها رغم كل العقبات والتحديات والمشاكل، كان هناك الكثير من الأشواك أُلقيت في طريقي ولكني واجهتها بكل قوة وعزم وشدة.. من لديه هدف وطموح حتمًا لا بد أن يصل ولن يقف في منتصف الطريق.

    تمر السنون وينقضي بنا العمر، حيث فصل الصيف أجمل فصول السنة في شهر أغسطس لعام 2013، ذات صباح عليل في قرية من قرى الريف، والشمس ساطعة في صباح يوم الجمعة، حيث الزرع الجميل والأشجار التي تعلو سطح المنزل، والطيور التي تحلق في السماء، في صيف هادئ وجميل في منزلي المتواضع، منزل كبير، مكون من غرفتين على اليمين، وعندما تسير في ردهة المنزل، تجد الحمام والمطبخ وغرفة مجاورة لهما، وأمام الغرفتين على الجانب الأيسر يوجد مكان واسع لاستقبال الضيوف.. المنزل به بهوان واسعان، بهو خاص بأهل البيت، وبهو خاص بالزائرين والضيوف والأقارب، حيث العائلة البسيطة الهادئة وهي أسرتي التي أعتز بها، والتي تتكون من أب وأم وثلاثة أخوة غيري.

    بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة بأيام قليلة ظهرت نتيجة الامتحانات، في مساء هذا اليوم دخل والدي على الموقع الخاص بظهور النتيجة ووجد نتيجتي ونجحت بمجموع جيد.. فرح لي الجميع وحضر جمع غفير من العائلة ليباركوا لي بالنجاح والتفوق، ومر هذا اليوم، والفرحة تعمّ كل من في المنزل.

    وفي القرية المجاورة للبلدة، حيث يوجد صديقي خالد ، الذي تربى معي منذ الصغر، وهو طيب القلب، وسيم، مبتسم دائمًا، وجهه حسن، وحسن المظهر، دائمًا يرتدي أحسن الثياب، قريب جدًّا من الله، متدين، ذو أخلاق حميدة، يعيش في منزل متواضع مع والدته وأخوته.. وعلى الجانب الآخر يعيش صديقي فتحي  في القرية المجاورة، وهو شخص قوي البنية، قصير القامة، يحب أصدقاءه، شديد الكرم ودود، يعيش مع أسرته التي تتكون من أب وأم وأخوة.

    في عصر يوم جديد، حيث هدوء الجو وجمال الطبيعة الخلابة، خرجت أمام المنزل أستنشق الهواء النقي، أتفكر في خلق الله، وأنظر إلى الزرع الجميل، وبينما كنت سارحًا بخيالي بعيدًا، انتبهت عندما رن هاتفي المحمول، أمسكت بالهاتف، وكان بجانبي، نظرت إلى شاشته، وجدت الاتصال من صديقي خالد، يريد إخباري بأمر مهم.. اتفق معي صديقي خالد على الذهاب لزيارة فتحي لنقضي معًا بعض الوقت نتحدث في بعض الأمور المهمة التي سنواجهها في المستقبل القريب.

    حضر خالد وتقابلنا أمام المنزل لنذهب إلى منزل فتحي، وبعد وصولنا نادى خالد على فتحي، خرج فتحي سعيدًا برؤيتي أنا وخالد، وقابلنا بترحاب شديد، دار بيننا حوار طويل عن المستقبل وتحدياته وصعوباته، ولكني تحدثت عن مستقبلي بالصورة التي رسمتها في خيالي، وكانت مختلفة تمامًا عن وجهة نظرهما، قال خالد بوجه مبتسم يعبّر عن الفرحة:

    أنتوا ناويين على كليات إيه يا شباب؟ أنا عن نفسي اللي يجيبه ربنا كويس وراضي بيه.

    نظرت إلى خالد متعجبًا من كلامه، وقلت:

    ازاي بقا يا خالد؟! لازم تحدد لك هدف، آه طبعًا كل اللي يجيبه ربنا كويس، بس طبعًا لازم يكون في دماغك كلية معينة.

    رد فتحي بسعادة بالغة:

    أكيد بما إننا إحنا التلاتة أصحاب فشلة ما شاء الله يعني، ودخلنا قسم أدبي فأكيد مش هنخرج عن آداب وتربية وحقوق وخدمة اجتماعية.

    نظرت إلى فتحي وضحكت بشدة من كلامه وأردفت قائلًا:

    ههههه ماشي يا عم فتحي، فشلة فشلة زي بعضه مش مشكلة، لكن أنا عن نفسي هدخل واحدة من الكليات دي، يا إما آداب يا إما تربية يا إما علوم أو حقوق، والكليتين دول صعبين عليا أوي، يا إما أدخل كلية خدمة اجتماعية، وأنا شايف إني هنفع في الكلية دي؛ لإني بحب مجالاتها خصوصًا مجال التنمية البشرية، وبحب الأدب وتأليف الكتب والروايات، وبحب أهتم بكل مجالاتها، وإن شاء الله في المستقبل القريب هبقى حاجة كبيرة، أنا طموحي عالي أوي، لكن نفسي ألاقي الفرصة اللي تخليني أطلع لفوق، نفسي حد بس يحطني على السلم وأنا هكمله بإذن الله، نفسي بجد يا عيال أكون دكتور في الأدب العربي، وتكون ليا مؤلفات وكتب وقصص وروايات معمولة باسمي وبمجهودي، أنا دماغي وطموحاتي وأحلامي أكبر مما تتخيلوا، نفسي أطلع أول سلمة وأنا هكمل.

    نظر خالد إليّ نظرة سخرية وضحك من كلامي وأردف قائلًا:

    محمد أنت سخن ولا حاجة؟ محتاج دكتور يا حبيبي ولا أنت لسعت؟ قول لنا عادي مش هنتصدم.

    رد فتحي على كلام خالد بسخرية هو أيضًا، وأردف قائلًا:

    محمد مخّه لسع يا خالد، يا حول الله يا رب هههههههههههه.

    ضحكنا جميعًا وكانت وجوهنا تعلوها الفرحة، ولكني أردت توضيح الموقف، وأردفت قائلًا:

    أنا مش سخن يا خالد، حتى بص أهو ههههه، ولا مخي لسع يا فتحي، حتى بص كمان ههههه، والله بجد نفسي أحقق كل اللي قولته ليكم وربنا هيوفقني إن شاء الله، أنا واثق من نفسي.

    ساد الصمت قليلًا وبعد لحظات قليلة نظرت إلى ساعتي وكانت قد اقتربت من العاشرة والوقت بدأ يتأخر، نظرت إلى خالد وقلت له بصوت خافت:

    الوقت اتأخر يا خالد، يلّا نمشي.

    عاد خالد إلى منزله، وعدتُ أنا أيضًا إلى منزلي، أولجت المفتاح في قفل الباب ثم لففته بحركة دائرية حتى فُتِح، دلفت وأغلقت باب المنزل وتوجهت ناحية الأريكة المتواجدة في بهو المنزل، جلست ألتقط أنفاسي قليلًا، خرجت أختي الصغيرة إسراء  من الغرفة؛ ذات الشعر الأسود الناعم، متوسطة الطول، ليست بالطويلة ولا بالقصيرة، طيبة ولكن تملك قليلًا من الشراسة، مرحة، تحب الضحك، مهتمة دائمًا بنفسها، أنيقة، تهتم بنظافة المنزل رغم صغر سنّها، ترتدي ثيابًا واسعة فضفاضة وحجابًا طويلًا يجعلها أكثر أنوثة ورقة وجمالًا، ملامح وجهها بريئة جدًّا، ذكية إلى أبعد الحدود، محبوبة بين الجميع، تمتلك شخصية مستقلة فريدة من نوعها.. خرجت مرتدية قميصًا وبنطالًا بيتيًّا أحمر اللون، نظرت نحوي وابتسمت في مرح وأردفت:

    مرحبًا بك يا أخي العزيز، منذ متى وأنت جالس هنا؟

    نظرت نحوها مبتسمًا ولم أتفوّه بكلمة، التزمت الصمت، كنت شارد الزهن، شاردًا في أفكاري وخيالاتي، أفكار وخيالات تأتي من هنا وهناك، حتى وصل بي الأمر إلى نوبة من البكاء، لا أدري لماذا بكيت؟! غمغمت إسراء بكلمات لم أسمعها وحدقت بعينها نحوي وتحركت ببطء شديد ناحيتي، جلست إسراء بجواري وسألتني:

    مالك يا محمد؟ إيه اللي حصل؟

    لم أتفوّه بكلمة والتزمت الصمت، نافورة من البكاء تتساقط من عيني وإسراء تنظر إلي في ذهول تام لا تدري أي شيء، لا تدري ماذا تفعل لي حتى تخفف من آلامي وأوجاعي؟ مدّت يدها حول كتفي وضمتني إلى صدرها بحنين دافئ، ربتت بيدها على كتفي تُهدئني وتخفف عني حتى ولو قليلًا، طلبت منها إحضار الطعام واحتساء الشاي الساخن، فأحضرتهم سريعًا، أحضرت طبقًا من الأرز الأبيض الساخن والبطاطس المطبوخة، وقطعًا من اللحم المشوي الطازج الكباب، التهمت الطعام بلذة كبيرة كأنني لم أتناول الطعام منذ مدة طويلة، طعام شهي حقًّا، أحضرت كوبًا من الشاي الساخن، فأنا من مدمني الشاي وبلا فخر، وهذا ليس عيبًا في حدّ ذاته، وأنا أعدّه إدمانًا.. نعم، ولكن أهون بكثير من إدمان أشياء أخرى مضرة ولا تنفع الجسد، احتسيته سريعًا.. جاء موعد النوم، دلفت نحو غرفتي وأغلقت الباب خلفي، نمت على سريري شاردًا في أفكاري في شيء لن أنساه طوال حياتي، قصة حبي الأولى، وهذا ما كان يجعلني حزينًا حينما كانت أختي تخفف عني حزني، ولكنها لا تعلم ما هو السبب؟ ولا يجب أن تعلم من الأساس، لم يكن بمقدوري ولا بوسعي إخبار أحد بهذا الموضوع، شرد ذهني بعيدًا، أتخيل ملامحها البريئة الطفولية، وجهها المبتسم دائمًا، أراها مرتدية الحجاب الذي دائمًا ما يجعلها في كامل رونقها ويعطيها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1