عهد أيلول
By نورهان طارق
()
About this ebook
هذا ما خطته يده، كاستهلال لبداية رسالة منسية في أحد الأدراج، كتبت قبل وقت طويل، ولم يتم العثور عليها سوى الآن، فأكملت باقي الكلمات، وهي تتلمس وقع صداها في نفسها.
بالطبع فعلتِ، فأنا أثق بكِ بعزيمتك وإصرارك. عيشي سعيدة، ومرتاحة، ودعي الماضي بآلامه، وأوجاعه، واستمتعي بكل ما رُزقت به.. فقد ذرفتِ كل دموعك مسبقًا، فأنبتت زهور أيامك، لذا لا تنسي أبدًا شكر الله على ما وهبك، وافعلي الخير دومًا، فأنتِ أهله.
Related to عهد أيلول
Related ebooks
لا شيء يهم ! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنت لي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجوع الموجة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمتسع للرقص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسقوط التاج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطفل 76 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكربون 14 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشيء في القلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمطلوب زوجة و أم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكونسيلر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبائع الفول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوسن، توليب والأخريات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواء الجديدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsندى ساروق الحديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما سقطت ورقة التوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزقاق السيد البلطى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنفاد صبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsامرأة ملونة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعالي القبيلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل حريمي جدًا الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحي الدهشة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذو الشعر الأزرق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام فترة النقاهة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإبراهيم الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإذا زاد الود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاين المفر؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for عهد أيلول
0 ratings0 reviews
Book preview
عهد أيلول - نورهان طارق
رواية
عهد أيلول
نورهان طارق
المقدمة
وقفت حائرة تتطلع حولها؛ علَّها تستدل على وجهتها، هبت رياح مفاجئة فتساقطت أوراق الشجر عند قدمها، لتجد نفسها أمام أكثر شخص تمنَّت رؤيته، لم تقوَ على الحديث، فقط دموعها الغزيرة وحدها سيدة الموقف، أشار إلى الأوراق الملقاة على الأرض قائلًا: ودِّعي الماضي بآلامه وأوجاعه واستمتعي بكل ما رُزقت به
، قال كلمته الأخيرة وهو يقطف من ثمار الشجرة.
نظرت إلى يده الممدودة فوجدت تفاحًا أحمرَ لامعًا، همَّت بالاقتراب لتجد قدمها مغروزة في الأوراق، حاولت التحرر من القيود المكبِّلة لها دون جدوى، نظرت إليه تستجدي مساعدته، إلا أنه ظلَّ على وقفته والابتسامة على محيَّاه، جاهدت بكل قوتها حتى استطاعت تحطيمها، لتتجه نحوه وقبل أن تأخذ ما بيده همس بشيء لم تلتقطه؛ بسبب الضوضاء التي صدحت فجأة...
الفصل الأول
استلقت لوسي على حشائش الحديقة الخضراء تراقب مشهد غروب الشمس، المنظر الذي لا ينفك عن إشعارها بالحزن، حينما يدحض القرص الأحمر عن كبد السماء، فيتجلَّى الظلام رويدًا حتى يعم أرجاء المكان، كأنه ينقصها؛ فهي بدون شيء يغمرها الظلام حد الغرق، على الرغم من حبها لفصل الشتاء إلا أن مشكلته الوحيدة في قصر فترة النهار، لم يُخرجها من أفكارها السوداء سوى رنين هاتفها، كادت تتجاهله لولا رؤيتها لاسم المتصل، لذا ضغطت على السماعة الخارجية، فانطلق صوت رفيقتها وهي تصيح بها، وعندما استمر الصمت من الجهة الأخرى توقفت شذا عن الحديث وسألتها:
- لوسي، هل ما زلت معي؟
زفرت بضيق ما زال يعتريها:
- نعم، لم أغلق المكالمة بعد، لكن سأفعل إن لم توضحي سبب هذا الصياح في مثل هذا الوقت!
التقطت شذا أنفاسها وقالت ما اتصلت من أجله:
- ستقام رحلة نهرية على متن باخرة ...
فما رأيك أن تأتي معي؟ يمكننا حجز غرفة مزدوجة ونمكث معًا طوال فترة الرحلة.
فكرت قليلًا في اسم الباخرة لتسألها بوضوح:
- كيف عرفتِ بأمر الرحلة، وكيف وافق والداكِ عليها؟!
ردَّت على سؤالها بسعادة:
- قرر أخي الاستفادة من رصيد الإجازات خاصته بالذهاب في رحلة آخر العام تابعة لعمله، وعندما عرفت بأمرها طلبت مرافقته، فوافق عندما سمحوا أهلي بذلك، قالا إنه لا توجد مشكلة طالما سنكون معًا.
توقفت تلتقط أنفاسها لتكمل:
- لن تكتمل سعادتي إلا بوجودك معنا، الرحلة بها العديد من البرامج الممتعة والأماكن السياحية التي سنزورها، كما أن...
قاطعتها لوسي قبل أن تسترسل في حماسها:
- حسنًا كفي عن الضجة، سأذهب معك فليس لدي طاقة للمذاكرة.
قفزت شذا من السعادة قائلة:
- رائع، سأذهب الآن لأخبرهم بموافقتك وسأوافيك بموعد السفر.
ودون انتظار ردها أغلقت المكالمة، نظرت لوسي إلى الهاتف بتعجب ثم رسمت ابتسامة بسيطة أعقبتها بكلمة لا تردد سواها بعد نهاية كل حوار بينهن:
- حمقاء!
ذهبت شذا لإبلاغ والديها بموافقة صديقتها، لتصطدم بشادي الذي بادر بسؤالها:
- هل وافقت صديقتك؟
هزت رأسها بسعادة بالغة وهي تجيب:
- نعم، لقد وافقت على الذهاب معنا، قلت لها...
لم يدعها تكمل حديثها ودخل غرفته ليلتقط هاتفه الذي يرن بإلحاح، مجيبًا بصوت خافت:
- نعم، لقد وافقت.
استمع لمحدثه على الطرف الآخر وهو يهز رأسه ليقول بعد برهة:
- حاضر، سيتم الأمر كما اتفقنا.
*************
قامت بتحضير حقيبتها بكل الأمتعة التي ستحتاجها خلال فترة رحلتهم، وهي تفكر كيف ستكون رحلتهم! تشعر بتباين شديد في مشاعرها ما بين خوف وقلق من المجهول، وبين شعورها بالسعادة لذهابها إلى الرحلة برفقة صديقتها، لم تشعر بأخيها وهو قادم من خلفها قائلًا:
- ألم تنتهي بعد من تحضير الحقائب؟
لتنتفض شذا من الفزع، نظر شادي إليها بقلق وأكمل:
- هل كل شيء على ما يرام؟!
- نعم، اعذرني فقد شردت قليلًا، ماذا كنت تقول قبل قليل؟
ظل يرمقها شادي عاقدًا حاجبيه، ثم أعاد حديثه عليها مرة أخرى، لتخبره بأنها بالفعل انتهت من تحضير جميع أمتعتها، وأن كل شيء أصبح جاهزًا، فقام بسحب حقائبها خارج الغرفة لينقلها إلى عربتهم مع باقي الحقائب، وأخبرها أن عليهم التحرك من البيت قرابة السادسة مساءً حتى تتمكن من إخبار صديقتها، نظرت إلى الوقت لتجد أن أمامها أقل من ساعتين لتحضير ثيابها، لذا عقب انتهائها من المكالمة مع لوسي تخبرها بالزمان والمكان الذي سيتقابلان به، أكملت باقي الأشياء التي لم تنتهِ منها بعد، حتى حان الموعد فذهبت تتوضأ ثم بدلت ثيابها بكنزة صوفية بيضاء، سروال أسود وحجاب منقوش باللون الوردي يبرز لون وجنتيها، والذي قامت بكيِّه قبل قليل وعليه سترتها المفتوحة من نفس لون الحجاب، لترتدي حذاءها وتحمل حقيبتها لتغادر غرفتها وتلحق بشادي ووالدها الذي سيذهب معهم إلى المحطة لتوصيلهم، بعد أن سلمت على والدتها التي لم تنفك عن ترديد الأدعية لتحفظها هي وأخيها طوال رحلتهم.
أما لوسي فبعد أن أغلقت الهاتف مع شذا، نادت على إيڤا لتساعدها في تحضير حقائبها، حتى يكونا جاهزين في الوقت المحدد لطلب سيارة أجرة كي تصحبها