Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ثلاث سنوات
ثلاث سنوات
ثلاث سنوات
Ebook196 pages1 hour

ثلاث سنوات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كان بانوروف - أثناء تناول العشاء - يتنهد ويهز رأسه، ثم قال بصوت خافت، وقد ضاقت عيناه السوداوان:
"نعم، كل شيء له نهاية في هذا العالم، تقع في الحب، وتعاني، ثم تتخلص من هذا الحب، ثم تخونك حبيبتك عاجلًا أو أجلًا، لأن كل السيدات خائنات.. فتقاسي، وتيأس، ثم تخونها أنت بعد ذلك... لكن سيأتي عليك وقت يصبح فيه كل ذلك مجرد ذكرى تتحدث عنها بفتور، وتعتبرها عبثًا لا أكثر ولا أقل"..
Languageالعربية
Release dateJun 9, 2024
ISBN9789778698664
ثلاث سنوات

Related to ثلاث سنوات

Related ebooks

Reviews for ثلاث سنوات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ثلاث سنوات - أنطون تشيخوف

    ثلاث سنوات

    أنطون تشيخوف

    ترجمة: مي دنيا

    (الشمس لا تشرق في اليوم مرتين، والحياة لا تعطي مرتين، فلتتشبث بقوة ببقايا حياتك ولتنقذها)


    مقدمة عن الكاتب:

    وُلد أنطون بافلوفيتش تشيخوف في 29 يناير 1860 في تاغانروغ روسيا، له العديد من القصص منها: سيدة مع الكلب والراهب الأسود والنورس والعم فانيا.

    أكد هذا الكاتب المعطاء من خلال كتاباته على عمق الطبيعة البشرية والأهمية الخفية للأحداث اليومية العادية، ولعب في كتاباته بمهارة على الخيط الرفيع بين الكوميديا والتراجيديا.

    كان تشخوف طبيبًا وكاتبًا مسرحيًا ومؤلفًا قصصيًا، ويُنظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مر العصور، ومن كبار الأدباء الروس.

    كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبرت الكثير منها إبداعاتٍ فنيةٍ كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثيرٌ عظيم على مسرح القرن العشرين.

    كان والده صاحب بقالة، ووقع تحت وطأة الكثير من الديون والمتاعب المالية، أما والدته يفغينيا، فكانت تشاركه وأخوته الخمسة حب قراءة القصص.

    عندما أفلس بافلو في عام 1875، انتقل مع عائلته إلى موسكو للبحث عن عمل جديد بينما بقي أنطون في تاغانروغ لإكمال دراسته.

     انضم لاحقَا إلى أسرته في موسكو عام 1879، وكان يكافح مع والده لتدبير أمورهم المالية.

    كان والده أبًا تعسفيًا، ووصفه كاتبو سيرة تشيخوف بأنه مثال للنفاق في التعامل مع ابنه، كان ينفق كل مدخراته لحضور المسرح، وكان يجلس في الصف الأخير لانخفاض سعر تذاكره.

    لم يترك تشيخوف الطب بعد دخوله عالم الأدب، وكان يُعالج الفقراء مجانًا؛ لمساعدة عائلته، برع في أعمالٍ كثيرة منها: معلم خصوصي واصطياد الطيور ورسم رسومات هزلية للجرائد، كتب في البداية لدوافع مادية، وساعد جميع أفراد أسرته في الإنفاق على دراستهم.

    دعم تشيخوف عائلته ماليًا من خلال عمله بكتابة القصص الهزلية القصيرة التي نشرت في المجلات المحلية تحت اسم مستعار القلم.

    عمل تشيخوف كطبيب في منتصف عام 1880، ثم بدأ بنشر أعمالٍ جدية من الخيال باسمه، وظهر جزء من أعماله في مجلة New times وبعدها كجزءٍ من مجموعة قصصٍ متتالية مثل قصة مولتي 1886.

    لاقت قصته The steppe نجاحًا كبيرًا، ونال عنها جائزة بوشكين عام 1888 أظهر تشيخوف في معظم أعماله الأولى تأثرًا بالروائيين الروس الأوائل مثل تولستوي وفيودور دستويفسكي.

    اتسمت أعمال تشيخوف المسرحية خلال الفترة الأولى بأنها قصيرةٌ وهزلية، ولكنه سرعان ما طور أسلوبه وأصبح له طابعه الخاص الذي كان مزيج فريد بين الكوميديا والتراجيديا.

    من أهم مسرحياته إيفانوف lvanov وغابة الشيطان The wood demon عام 1889 وهي تتناول رجال متعلمين وكيفية تعاملهم مع الديون والمرض وخيبات الأمل التي لا مفر منها في الحياة.

    كتب تشيخوف أعظم أعماله منذ عام 1890 وحتى نهاية حياته، وقد ألف العديد من القصص القصيرة في تلك الفترة منها سيدة مع كلب The lady with the dog

    تزوج تشيخوف من أولغا كنيبر عام 1901 وهي ممثلة في مسرح موسكو.

    كانت صحة تشيخوف تتراجع بسبب السل الذي أصابه منذ أن كان شابًا، وأثناء إقامته في مصحٍ في بادينلويلر في ألمانيا، فارق الحياة في ساعات الصباح الأولى من يوم 15 تموز/يوليو 1904 عن عمر ناهز ال44 عامًا، ونقل جثمان تشيخوف إلى موسكو في سيارة السكك الحديدية المبردة، دُفن تشيخوف بجانب والده في مقبرة نوفوديفيتشي.

    وقد ذكر جميع من كان يشاهده في تلك الفترة شعورهم بأن نهايته ليست بالبعيدة.

    يعد تشيخوف واحدًا من أهم الأدباء في زمنه، ومسرحياته مازالت تعرض في العالم بأكمله، وقد كان لمجموعة أعماله الرائعة تأثيرٌ كبير على العديد من الكتاب والروائيين العالميين أمثال جيمس جويس، إرنست هيمنغواي، تينيسي وليامز وهنري ميلر.

    اشتُهر تشيخوف بتعليقاته الساخرة، وعشقه للمسرح منذ نعومة أظافره، وقد أطلق على أساتذة المسرح المحلي في طفولته ألقابًا ساخرة، وشارك في التمثيل مجسدًا شخصيات هزلية، ومن هناك بحق، يمكن القول أن تشيخوف خط أول مؤلفاته القصيرة.

    لم يدع تشيخوف فرصةً للتعرف على خفايا النفس البشرية إلا واغتنمها، فقد قام برحلة إلى أقصى شرق روسيا، إلى ما يُعرف بمستعمرة العقوبات، وهناك التقى المحكومين بالأعمال الشاقة وحاورهم.


    (1)

    كان الظلام يخيم على كل شيء باستثناء بعض الأضواء القادمة من النوافذ المتناثرة وضوء القمر البعيد المختبئ خلف الثكنات في نهاية الشارع، جلس لابتيف على مقعد خشبي أمام منزله، منتظرًا مرور يوليا سيرجيفنا في طريق عودتها إلى منزلها بعد صلاة العشاء في كنيسة بطرس وبولس على أمل التحدث معها وقضاء الوقت كله معها.

    انتظر ما يقرب من ساعة، في هذه الأثناء، بينما كان يحدق في الغابة المظلمة الصامتة حيث كان يقيم في موسكو، عادت أفكاره به إلى الوراء، وفكر في أصدقائه هناك وخادمه بيوتر ومكتبه بالنسبة له كان هذا غريبًا لأنه قبل بالعيش في تلك المدينة المحلية الصغيرة المليئة بسحب الغبار الناتج عن سير الماشية خلف أبواق رعاتها صباحًا ومساءً بدلًا من استئجار منزل صغير في سوكولنيكي.

    ثم انتقلت أفكاره إلى أحاديث طويلة أجراها مع أصدقائه حول طبيعة الحب، وإمكانية الحياة بدون حب، فهو ليس أكثر من مرض نفسي، شيء غير موجود ليس أكثر من انجذاب جسدي بين الطرفين، ثم تنهد وقلبه يمتلئ بالحزن وهو يتخيل أنه إذا سأله أحد سؤالًا عن الحب الآن سيعرف كيف يجيب عليه.

    خرجت جموع المصلين من الكنيسة معلنة انتهاء الصلاة، توقفت الأجراس عن الرنين، وانطفأت الأضواء الخضراء والحمراء المعلقة على برج الكنيسة الواحدة تلو الأخرى، احتفالًا بذكرى الكنيسة الواحدة تلو الأخرى.

    بدأ لابتيف يراقب بحذر وترقب من بين الأشباح السوداء التي تتحرك إلى هنا وهناك، ولا يزال الشارع مليئًا بالناس، بعضهم تقدم للأمام، ووقف آخرون يتحدثون تحت نوافذ المنازل، وتوجه القس إلى عربته الخاصة به ليغادر، تجمد لابيتيف عندما سمع صوت يوليا يقترب وهي تتحدث إلى امرأتين أخريين، وتنفسه ونبضات قلبه تتسارع، همس بيأس: يا إلهي، آه يا عزيزتى ياعزيزتى، هذا فظيع!

    وقفت يوليا لتودع صديقاتها، وعندما استدارت رأت لابتيف، فقال لها لابتيف بسرعة: أنا ذاهب لزيارة والدك! هل هو في المنزل؟

    أجابت قائلة: أعتقد ذلك، فموعد ناديه لم يحن بعد، هناك حدائق على جانبي الشارع، وتحت ضوء القمر تلقي ظلال أشجار الليمون على البوابات والأسوار المحيطة، امتزج عطر زهور الليمون مع عطر الفانيليا مع همهمة وضحكات بعض النساء هنا وهناك، كل هذا أثار مشاعر لابتيف، وكان يشتاق إلى أن يأخذ رفيقته بين ذراعيه، ويقبل وجهها ويديها، ويركع عند قدميها، ويخبرها بالدموع كم من الوقت انتظرها، كانت رائحتها مثل بخور الصلاة، تذكره بتلك السنوات التي قضاها في حضور صلاة العشاء، تلك الأيام التي كان يحلم فيها بالحب الشعري النقي، كان يعلم أنها لا تكن له نفس المشاعر، فأدرك أن السعادة التي طالما حلم بها  لن تحدث يومًا.

    بدأت يوليا سيرجيفنا تتحدث بحماس عن نينا أخت لابتيف قبل شهرين أجرت عملية لإزالة ورم خبيث، وظن الجميع أنها ستصاب بانتكاسة، فقالت له: ذهبت لزيارة نينا هذا الصباح، رأيت أنها تتحسن لم تعد نحيلة كما كانت قبل أسبوع، لكنها كانت لا تزال شاحبة.

     لابتيف: نعم، على الرغم من أنها لم تتعرض لانتكاسة حقيقية بعد، إلا أنني أشاهدها تذبل أمام عيني، وتضعف يومًا بعد يوم، لا أعرف حقًا ما المشكلة في ذلك.

    ساد الصمت بينهما لبضع لحظات عندما كسرته يوليا سيرجيفنا بالكلمات: من كان يظن أن حالتها ستتغير كثيرًا! كانت رقيقة، ذات خدود وردية، تتمتع بصحة جيدة ولها ضحكة مميزة أطلق عليها الجميع اسم الفتاة من موسكو لن ينسى أحد أنها كانت ترتدي ملابس الفلاحين في أيام العطلات، كانت تناسبها بشكل فظيع.

    وصلنا إلى منزل الدكتور سيرجي بوريستش كان رجلًا ممتلأ الجسم ذو وجه أحمر وشعر رمادي أشعث إذا نظرت إليه تظن أنه استيقظ للتو من النوم، كان يجلس في مكتبه، حيث الفوضى تعم المكان، وأكوام من الأوراق متناثرة هنا وهناك، والوسائد متناثرة على الأريكة، وكلبه العجوز يرقد تحت الطاولة، مظلم مثل سيده، كان يرتدي سترة طويلة ويضع يديه في جيوبه ويتجول في مكتبه وهو يغني أغنيته المفضلة رو_رو_رو !

    هرعت جوليا إلى مكتبه وقالت: السيد لابتيف يود مقابلتك يا أبي.

    سار الدكتور سيرجي، وهو لا يزال يدندن رو رو رو، نحو غرفة الاستقبال المظلمة ثم صافح لابيتيف قائلًا: صباح الخير ما سر الزيارة السعيدة؟.

     وقف لابتيف وهو يشعر بالحرج ممسكًا قبعته في يده، وبدأ في الاعتذار عن تطفله، سأل الطبيب لماذا لا تزال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1