الحداثة العربية
()
About this ebook
Read more from إبراهيم عمر مادي
العقل بين الرأي والسُنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمدخل لعلوم سُنة المصطفى Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الحداثة العربية
Related ebooks
لا شيوعية ولا استعمار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحرب الأعصاب من التلاعب بالعقول الى غسل الادمغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعضلات المدنية الحديثة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب الإنسان الخارق: تاريخ مختصر للمستقبل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديمقراطية في الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاستخدام الطريقة السقراطية في تقديم المشورة - دليل لتوجيه المعارف الفطرية: استخدام الطريقة السقراطية في تقديم المشورة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدولة التعارفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشفاء النفس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروح الاجتماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلت لحماري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملاحظات وتعليقات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبحوث في نهج البلاغة: الطبقات الاجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الطوفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتنافس بلا صراع: أتريد أن تعرف ما الذي يخيف الناس؟ النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإنسانوية: مشاهدات أدبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحوار في الإسلام: حقائق ونتائج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوامع الكلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة الحقائق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجهاز الدوله وإدارة الحكم في مصر المعاصرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآراء الدكتور شبلي شميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلمات في مبادئ علم الأخلاق: محمد عبد الله دراز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريزة الحرية، مقالات في الفلسفة والفوضوية والطبيعة البشرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاذكى عالم فى تاريخ البشرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالضمير: مشاهدات أدبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for الحداثة العربية
0 ratings0 reviews
Book preview
الحداثة العربية - إبراهيم عمر مادي
الذاتية
نشأة الذاتية كرد فعل لما تعرض له الإنسان من جور وظلم. ونتيجة لمحاولة الإصلاح البروتستانتي للمؤسسة الدينية [61] . حيث تم ربط جميع المعايير بالذاتية الإنسانية؛ سعيًا إلى إتمام القطيعة مع التراث الذي اعتبر قوةً خارجية تفرض المعايير على الإرادة الإنسانية. بذلك تضع الحقائق قياسًا من موقف الإنسان الفردي النابعة من ذاته في تقييميه للعالم الخارجي والعلاقة به. حيث سمح للذات بالتفكير والفعل والتحرر من جدلية العبد والسيد، وترسيخ مفهوم المواطنة بدل مفهوم الرعية [62] . ليعم فكر الإنسان وفعله وحقه وثقته بنفسه ليكون كما قيل، لكي يتصالح الإنسان مع ذاته.
كانت فكر الأنوار قطيعة معرفية لكل ما هو فوق الطبيعية وفوق العقل، وكل التفسيرات لعلاقة الذات بالموضوع الخارجي. وهذا هو الانعطاف الذي أنجز المفهوم وأدى لظهور حقوق الإنسان والدعوة لها [63] . حقوق الإنسان الاجتماعية والاقتصادية قبل السياسية. فحق الإنسان في حياة كريمة ومتساوية من تعليم وصحة وعدالة اجتماعية.
فأسس الفلسفة الحداثية بالمجمل قطيعة الإنسان مع الأطراف التي كان يُنظر إليها بأنها فوق إرادته، وجعلت من الإنسان مُسيرًا وليس مخيرًا. مركزية الذات الإنسانية وحريتها وفعاليتها على جميع المستويات. كذات مستقلة عن الحياة الدينية والدولة والمجتمع. العلم والأخلاق والفن تجسيد لمبدأ الذاتية. تمركزت الحداثة حول الذات، عقل متمركز حول الذات؛ مما كرَّس هيمنة الفعل الذي هو أداة للمراقبة والضبط الفكري. وأهم مفاهيمها الفردانية الحق في النقد واستقلالية الفعل. الفكرة التي هي وعى بذاتها. فصل الروابط بين الذات الإنسانية والعالم. حيث هي ذات مستقلة وحضور للعالم كمدرك لها [64] . فلا يمكن فهم العالم إلا من خلال أطراف ومقولات الذات. مما أنتج من الذاتية والأيديولوجيا. هل لأن الأيديولوجيا مدركة لظاهرة مادية من الممارسات التي تشكل الذات، أم أن الذاتية هي نتيجة الأيديولوجيا بوصفها أفكارًا؟ الذاتية أهم محددات الأشكال الثقافية الحديثة، وهي تحرير الذات العارفة [65] .
حاول العقل إعادة تشكيل الوعي الإنساني بعد جور الكنيسة والظلم والاستعباد فكانت ردة فعله قويةً. بحث عن منطلق يبدأ به فكانت الذاتية أو الفردية. من أين جاءت الذاتية؟ هي جزء من الإنسانية. يترك الأصل ويأخذ الفرع، يعتمد على جزئية ويهمل الأصل. قيل إن كل فرق الضلال اتخذت جزئية من الجزئيات وبنت عليها منهاجها، فهل كانت ردة الفعل نوعًا من الضلال؟ تمركز حول الذات وإلغاء الآخر وجعل الحقيقة نتاج الذات فقط [66] . لم تنشأ البشرية من فرد ولا من ذات واحدة، بل من ذكر وأنثى فأي ذات نختار؟ هناك سوء فهم، أو ربما عجز عن الإدراك، لكن العجز عن الإدراك إدراك. لا يعنى العجز عن الإدراك العدمية لما بعد الإدراك، أو ذلك حد الإدراك. إنما هو تعبير عن المستوى الذي وصل إليه الإدراك. ألم يكن من الأجدى تفسير علاقة الإنسان بالطبيعية، لا من منطلق ذاته ونزع إنسانية، بل من منطلق وظيفته والأهداف المناطة به. من منطلق أن له رحمًا وهي أساس الصلة والاجتماع. الذاتية هي النفس والعقل والنسل والدين والمال. فكانت الذاتية أو النفس هي الجزئية التي بُنيت عليها الأصل. عجز عن فهم وتصور الذات الإنسانية بسبب الجور الحاصل؛ مما أنتج ردة فعل متطرفة تجاوزت الإنسانية والرحمية. ليست ذات الإنسان هي الأساس الذي خُلق من أجله الإنسان. ولا يجب أن يستمر هذا التصور، لكي يتصالح الإنسان مع ذاته. ليعم فكره وعمله وفعله وحقه وملكيته وثقته بنفسه. فالآخر نقيض ومعادٍ لذات الإنسان. عجزت الحداثة الذاتية عن تحقيق مجتمع متساوٍ ومتحرر. مع وجود نظام سياسي شرعي يحقق العدالة، ويحفظ الحقوق الإنسانية. كانت الذاتية محاولة لتصور الجدل بين السيد والعبد. فإذا كان السيد هو الرب أو الخالق أو القدير فلابد أن يقابله شيء يشابه حاله فيصعب تصور سيد مقابل رحم، أو سيد مقابل جماعة إنسانية. من هنا كان السياق أو النسق المناسب سيد مقابل ذات إنسانية أو مقابل فرد من الذات. من منطلق أن العقل هو السيد الوحيد الذي يقبل الإنسان الخضوع لسيادته. مما أنتج نسقًا مغلق الذاتية والفردانية تقابل الإله أو السيد [67] . العقل هو الوسيلة الوحيدة المعبرة عن الذات الإنسانية [68] . اتجاه نحو الذاتية الفردية، وتغيب الذات العامة من جهة أخرى [69] . خلل في البناء عقل متمركز على الذات. مما أنتج إشكاليات حقيقة حول الذات. فلسفة الذات جعلت الحداثة في صراعًا مع نفسها. الأنانية وإنكار الذات هي ليست الصيغ السحرية لبناء علاقات تقوم على الصدق والمشاركة وتفهّم الآخر. فالأنانية ليست صفةً حميدةً.
لكن لا يوجد حوار بين الذوات الحرَّة. فلا ضمانة لحقوق متساوية. كل شخص يرى أن مصالحه منكسرة في ضوء النظرة النظرية للذوات الأخرى. لا سلطة معيارية تنتمي إلى العقل الصحيح. مجاميع من المصالح الفردية المتباينة. لا يوجد ما يحولها إلى معيار جمعي أو ثقافي. تعود النسبية لتهمين على الحقيقة. الذوات المتاحة في زمن معين تتعارض مصالحها في زمن آخر. ومكان آخر المعيار سيغيب في كل لحظة. ما هو منبع المصلحة؟ تتعارض مع القواعد الاجتماعية. تتقوقع في حميمية داخلية، أو تضيع