Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فتاة ليل
فتاة ليل
فتاة ليل
Ebook161 pages1 hour

فتاة ليل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

منذ البداية لم يكن الأمر سهلًا أبدًا، بل كان كل شيء معقدًا حتى آخر لحظة، يشبه الغرق في قاع المحيط، ومشاهدة موتك لحظة بلحظة، حتى آخر نفس.. ثم تتأكد أنها النهاية، فتتوقف عن المقاومة. وأقسم لك أنني في كل مرة كنت أراهن أنها المرة الأخيرة.. ولكن لم تكن آخر مرة أبدًا!!
Languageالعربية
Release dateJun 9, 2024
ISBN9789778987058
فتاة ليل

Related to فتاة ليل

Related ebooks

Related categories

Reviews for فتاة ليل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فتاة ليل - أميرة هاشم

    أميرة هاشم

    فتاة ليل


    مُقدِّمة

    إذا كنتَ لا تعلم ما الذي يحدثُ بعد منتصف الليل فأنت مسكينٌ تشبه تلك الأميرة التي دائمًا تترك الحفل وترحل قبل منتصف الليل بقليل وتفوِّت كل المتعة، وإذا كنت تظن أن حياتك بائسةٌ ومُملةً فيجب أن تخرج ليلًا وتبحث عن الصَخَبِ، وإذا حالفَك الحظُ؛ ستعود إلى منزلك بعد مغامرة، لا تنسَ، ولكن إذا رأيتُها تقفُ أمامَك وابتسمتْ لكَ؛ فأنت هالكٌ لا مَحالة، فلا تظن أنك الصائدُ، لأنَّ في الظلام أنت لست سوى فريسة لفتاة الليل فمرحبًا بك أيَّها الزائر، وتذكَّر أنَّ المتعةَ تبدأُ بعدَ منتصفِ الليل...


    البداية

    صَخَبٌ هنا وصخب هناك، صمتٌ هنا وصمتٌ هناك، ما يحدث هنا يحدث هناك... الأمرُ مُعقَّد، إنه الهلاك في أجمل إطلالاته يجعلك ترغب فيه وتنسى أنه نهايتك، أو يفقدك الرغبة في نجاتك، ششششش، لا أحد يهمسُ أو يفكر، أوقِفْ عقلك يا هذا، أنا أسمع ضجيجك يتغلغل إلى عقلي ويقودني إليك في الليل.

    كعادتها تأنقت ووضعت مساحيقَ التجميل لتبدو كنجمة سنيمائية، ووضعت أحمر الشفاه المغري لتصبح شفتاها لذيذةً كالحلوى، ثم وضعت القليل من العطر الفرنسي برائحة الفراولة متناثرًا على عنقها الناعم الجميل، ثم ارتدت فستانًا مثيرًا ملتصقًا على جسدها الممشوق ليظهر خصرها النحيل ونهديها المستديرين اللذين يشبهان قطعتين من القمر، ويكشف ساقيها كاملين وكأنها لا ترتدي شيئًا، تأكدت من أناقتها وجمال طلَّتها أمام المرآة أولًا وهندمت خصلات شعرها الناعم الأسود برفق، ثم سارت نحو الفراش وجلست عليه بظهر معتدل، وأخذت نفسًا قويًا؛ فارتفع صدرها إلى الأعلى لتخرج الزفير بهدوء وتميل قليلًا إلى الامام لتمسك بحذائها الأسود ذي الكعب العالي الملقى على الأرضية بالقرب منها، وتضع قدميها البيضاء الصغيرة فيه، ثم ترجَّلت من شقتها مرورًا بعم سيد حارس العقار الذي قال لها: مرحبا يا آنسة نور، لقد قمت بغسيل سيارتك و... فأشارت له بيدها أن يصمت وأخرجت بعض النقود من حقيبتها الصغيرة واعطتها له وانطلقت بسيارتها مسرعة تاركه خلفها عم سيد يدعو لها ويمدح كرمها، وما إنْ ابتعدت عنه فإذا به يضرب كفيه ويقول بصوت منخفض: تبًا لفتيات هذا الجيل، أين بقية ملابسها وأين والدها؟ لقد ذهب الحياء مع نساء الزمن الجميل، ثم تمدد على أريكته وأشعل سيجارة، وأخذ يرتشف بعض الشاي بصوت مصدرًا صوتًا عاليًا مزعجًا مع كل رشفة.

    وصلت نور إلى شارع جانبي مظلم وهادئ وتركت سيارتها هناك ثم صعدت في سيارة أخرى، وانطلقت نحو بار يدعى ستار وهناك ترجلت من سيارتها، ووقفت متكئة عليها وأشعلت سيجارة، ولم تكد تنهي نصفها وقامت بإلقائها على الأرض ولم تدهسها بحذائها، بل تركتها مشتعلةً على الأرض وخطَّتْ من فوقها ودخلت إلى البار، كان الوضع كثير الصخب والجميع يتراقص بجنون تحت الاضواء الملونة، مرت بجوارهم وهي تتلاشى الاصطدام بهم، ولكن تنظر إليهم عن كثب وكأنها تبحث عن أحد ما، وصلت إلى بار المشروب ووقفت محدِّقة إلى الساقي، وتذكرت زين عندما كان يأخذها إلى البار الذي يعمل به، ويقوم بتشغيل موسيقى شرقية ويهديها لها، ويقدم لها الصودا بدون الكحول، تذكرت نظراته وضحكاته وهو يهمس لها ويداعب شعرها ويعانقها، ثم عادت إلى الواقع وطلبت مشروبًا قويًا، ومع أول رشفة لها اصطدم بها أحدهم وانسكب المشروب عليها، وعندما التفتت إلى الخلف وجدته شابًا رياضي الجسد مفتول العضلات يرتدي قميصًا مفتوحًا يظهر عضلات صدره ويعانق حبيبته ويتراقص، لم تهتم نور وتغاضت عن تلك الحادثة، ثم أـخذت تراقب كل الحضور، وما لفت انتباهها كانت تلك النادلة الخجولة التي تبدو مرتبكة وكأنها لا تنتمي إلى هذا المكان، كانت الفتاة تقدم المشروب وتتفادى الاحتكاك بالزبائن، ابتسمت نور نصف ابتسامة وتذكرت كم كانت تشبه تلك النادلة في الماضي، طلبت نور كأس مشروب آخر ثم سمعت صوت كأس ينكسر فنظرت إلى حيث الصوت وكان هذ هو نفس الشاب الذي اصطدم بها وهو يرقص مع حبيبته، ولكن هذه المرة كانت حبيبته ذهبت إلى المرحاض وهو انتهز الفرصة وحاول التودد إلى النادلة، ولكنها دفعته بعيدًا عنها؛ فصفعها بقوة، وسقطت أرضًا وسقطت من يدها كأس المشروب الذي كانت ستقدمه له، أدارت نور ظهرها لهم ورحلت بهدوء ولم تهتم لما يحدث، ووقفت بجوار سيارتها وهي تنتظر الوقت المناسب، ثم خرج من البار ذلك الشاب الرياضي و سار بخطوات مترنحة قليلًا إلى سيارته، وقبل أن يصعد إليها صرخت نور بصوت هادئ صرخةً مثيرة يتخللها الغنج والدلع، التفَّ برأسه ليرى مصدر الصوت؛ فوجد فتاةً جميلةً بفستانٍ أسودَ ضيق يكاد لا يخفي شيئًا من مفاتنها، تميل إلى الأمام لتصليح سيارتها فابتسم بثقة وذهب إليها بخطوات بطيئة وهو ينظر إليها بشهوة ويتأمل جسدها، ثم وضع يده على خصرها وقال دعيني أرى ما المشكلة، لم تتفاجأ نور من جراءته، بل علمت أنه الشخص المناسب فاعتدلت وهي تمسك يدها، وتتألم وقالت: لا أعلم ماذا حدث، فجأة تعطلت تلك السيارة الغبية، وأنا اريد الذهاب إلى منزلي، لقد شربت الكثير ورأسي يؤلمني.

     ضحك وبعد أن قام بتوصيل سلك صغير إلى موضعه الأصلي وقال إنَّ هذه خدعه قديمة، ولكن لم يكن هناك داعٍ، كنتِ أتيتِ إلى مباشرة فأنا تركت حبيبتي للتو لأنها غبية وأبحث عن فتاة ثائرة مثلك، لكي أسكب الخمر على جسدك وأحتسيكِ حتى آخر قطرة.

    قال تلك الكلمات وهو يمرُّ بأنامل أصابعه على رقبتها متجهًا نحو نهديها، وعندما شعرت نور أنها أعطته ما يكفي من الرغبة أمسكت يده وأوقفته عن التجول فوق جسدها، ثم أدارت ظهرها له، ثم أغلقت صندوق السيارة، وقالت: إذا أردت المزيد اتبعني ... أعلم أنك تريد المزيد.

     انطلقت نور مسرعة وهي تنظر في المرآة لترى آدم يقف ولم يحرك ساكنًا فابتسمت بسخرية، وزادت من سرعة سيارتها، شعر آدم بحماس شديد ظنًا منه أنه الصياد، وأصبح هدفه أن يتذوق تلك الفريسة اللذيذة؛ فصعد إلى سيارته وانطلق بسرعه جنونية.

    انطلقت السيارتان مسرعتين تشقان الأسفلت، اجتازت نور طريقًا جانبي يؤدي إلى

    أطراف المدينة، ووراءها آدم يزداد شبقه لها، وأصبح كل هدفه أن يتلذذ بجسدها، هي فريسته اليوم، كلما زادت نور سرعتها لتثيره، جنَّ جنونُه وزادت سرعته حتى بات صوت صرخات إطارات السيارة مسموعًا.

     بعد حوالي عشرين دقيقة مطاردة شهوانية جنونية هدَّأت نور من سرعة سيارتها، ثم وقفت علي جانب الطريق، توقف آدم خلفها بدوره، وأشارت له أن يأتي خلفها إلى هذا الفندق القديم الذي بالكاد ما يأتي إليه احد في هذه المنطقة المقفرة في أطراف المدينة.

     دخلا معًا إلى الفندق ولم يكن هناك سوى تلك العجوز التي بالكاد ترى من خلف

    نظاراتها، وبعد أن سجَّلت اسم آدم وأخذت أجرة ليلة واحدة، نادت ابنها، شاب أربعيني أصلع غير مهندم ويرتدي شبشبًا بأصبع و تحته يرتدي جوربًا مقطوعًا، أخذهم إلى الغرفة وهو ينظر إليهم ويبتسم بخبث ثم فتح لهم باب الغرفة وقال وهو يغمز بعينه: أتمني لكما إقامه ممتعة.

    فأخرج آدم بعض المال وأعطاه له وأغلق الغرفة.

     هي صارخة الأنوثة، وهذا هو الوصف الدقيق لها، تبرز مفاتنها في وقاحة، دلفت

    إلى الغرفة وهي تبتسم في إثارة وتتمايل بخصرها كغصن شجرة التوت لتثيره أكثر وتجعله يتحمَّس إلى قطف تلك الثمار وعصرها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1