ما وراء الحجاب
()
About this ebook
Related to ما وراء الحجاب
Related ebooks
الدولفين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقلب الذي عرف السر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمتسع للرقص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكونسيلر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا أحد على ظهرها يؤتمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظبية الجواء: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى أبي في الجنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل لن تصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفتى الووشو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما سقطت ورقة التوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطريق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتضحية أم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم على Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحطمت قلـــــبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsورد جوري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمخطوطة بنيامين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرآة السيدة مو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحي الدهشة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأيام الخريف العشرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsولدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsويـــــــــــــــدان العــــــــسكر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعود على بدء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحينما كُنّا سعداء Rating: 1 out of 5 stars1/58 دقائق بعد الغروب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأولاد الناس: ثلاثية المماليك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحاولة الأخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرتني آية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرواح عالقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for ما وراء الحجاب
0 ratings0 reviews
Book preview
ما وراء الحجاب - إيمان أبو سيف
ما وراء الحجابِ
رواية
ما وراء الحجابِ
إيمان أبوسيف
كيف لِمن أحَب بِصدق أن يَجد دليلًا؟ يا من وجدت سببًا للحب -عُذرًا- فالحُب لم يتخذ لقلبك سَبيلًا، ولعلها المصلحة مُتنكرة في ثوب المُحبين، وسُرعان ما يبلى الثوب، وتتعرى القلوب، وتنكشف كأشجار الخريف، فإن شِئت حُبًا حقيقيًا صادقًا خالصًا فلن تجد سوى الحب في الله بدون مُقابل، وإن أصبحت وأمسيت وحيدًا غريبًا وإن قَل حولك الصادقون.
الفصل الأول
وُلدتْ في آخر الليل عندما كان الظلام يلملم ثوبه الدمث ويستعد للرحيل، يقبل الفجر وتتهيأ الشمس لتفرش نورها، وتبدد عتمة الليل، كأن هذا النور تسلل لقلبها وأعطاها هبةً إلهية ترى بها وهي مغمضة العينين، كلما جاء الظلام يشع من داخلها النور لترى خبايا القلوب وأسرارها.
عمَّت الفرحة أرجاء البيت فهي أول أنثى بعد الذكور، سعيدة الحظ التي فازت بوصية جدها، الرجل الطيب الثري الذي كان ينجب الذكور مثل أبيه وكذلك إخوته، وتمنى لو كان لديه أنثى يسميها على اسم أمه الغالية التي كان يحبها، بل يحب التراب الذي تحت قدميها، ويجتهد دائمًا ليكون بارًّا بها حتى بعد موتها، فهي من ترَّملت وهي في زهرة شبابها، وتفرغت لتربية أبنائها، ووقفت كعشرة رجال، وحافظت على ميراثهم ونمَّته لهم، علمتهم الحلال والحرام وما يرضي الله وما يغضبه، كانت كل الحياة بالنسبة له ؛ لذلك أوصى بمزرعته الكبيرة ذات الأشجار المثمرة والموقع المتميز والإنتاج الوفير والربح الكثير لأول أنثى من ذريته، واشترط أن يكون اسمُها فاطمةً، بينما يقسم باقي الميراث على الورثة كما أمر الله.
وها هي قد أتت بعد طول انتظار، ملامحها صغيرة لم تتضح بعد لكنها جميلة، وجهها يبشر بالخير، فلما رأتها أمها نسيت مشقة ووهن الحمل، ضمتها إلى صدرها وقبَّلت كفوفها الناعمة الصغيرة فهانت عليها آلام المخاض، أعطتها لأبيها ليؤذن لها فحملها وقبلها ونظر إليها نظرة عميقة، وقال لزوجته: كأنها قطعة صغيرة منك يا حبيبتي، كم كنت أتمنى أن تنجبي لي بنتًا تشبهك، أحسن تربيتها لعلها تكون بابنا إلى الجنة بإذن الله، وأسميها فاطمة على اسم جدتي، وأحقق أمنية أبي (رحمه الله). فعلم الله بصدق نيته فرباها له وزينها بأحسن الأخلاق، قالت له زوجته: سبحان الله الرزق مكتوب، رغم صغرها وضعفها إلا أنها ما شاء الله لا قوة إلا بالله أصبحت ثرية تمتلك المزرعة وحدها.
فقال لها زوجها: لا تخبري أحدًا بهذا، ولا حتى فاطمة.
قالت له: لماذا؟
قال أخشى من أن يطمعَ أحد فيها، أو أن يحقد إخوتها عليها، أو أن تغتر بالمال، أريد أن تعيش حياة هادئة بدون صراعات.
فقالت له: أوافقُكَ الرأي، أنا أيضًا أريد أن تعيش ابنتي في أمان وسلام.
في ذلك الوقت كان ابنه الأكبر يقف على الباب، سمع ما دار بينهم وكاد أن ينفجر من الغيظ، لم يعرف أن هذه وصية جدهم، وظن أن أباه هو الذي يريد أن تكون المزرعة لفاطمة وحدها، وبلغ إخوته وطلب منهم أن يتظاهروا أنهم لم يعرفوا شيئًا.
كلما كبرت تبين الشبه بينها وبين أمها، بيضاء، طويلة القامة ذات شعر بني طويل وعينين عسليتين، ابتسامتها تشبه بياض الياسمين، تحب الهدوء، الورد، القهوة، الشتاء، رائحة المطر، التأمل في السماء، ازداد حب والديها وتعلقهما بها، لها خفة روح وقبول عجيب.
على النقيض ازدادت غيرة إخوتها منها، من المتعارف عليه أن الناس تفرح بخلفة الذكور، ويكون لهم النصيب الأكبر من الميراث، لسان حالهم يقول كيف تكون البنت أعز وأغلى على أبينا منا، كانوا يخفون كرههم لها؛ خوفًا من غضب والديهم، لكن هيهات هيهات أن تخفى نظرات الحقد والغل الكامنة بداخلهم.
كل يوم يدللها والداها بكلمة حانية لطيفة تستعر النار في جوفهم، وتنشب حريقًا بينهم وبينها، يتعمدون حزنها ويستمتعون ببكائها ليطفئ قليلًا من لهب قلوبهم.
لم يعلموا أنهم كلهم بنفس درجة الحب، لكن البنت بلينها وضعفها ترقق قلب والديها، لِمَ لا وهي المؤنسة الغالية التي إذا شكى والديها من مرض سهرت تتألم وكأنه في جسدها، وإذا أحزنهم شيء أصاب الهم قلبها؟ تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجعلهم يبتسمون وينسون ما عكر صفوهم، أما إخوتها الذكور ف الخشونة طبعهم، والعناد مبدأهم الذي لا يتجزَّأ، لذلك يضطر أبوهم أحيانًا لمعاملتهم بقوة وحزم لكي يصلحهم، أما أمهم لا تستطيع التظاهر بعكس ما في قلبها وتهزمها حنيتها دائمًا .
حلَّت عليهم البركة وزاد رزقهم، محصول المزرعة، يتم تصديره لجودته العالية، وسمعة أصحابه الطيبة، أمانتهم في التعامل، بالإضافة إلى أن كل من يعمل في المزرعة يعمل بحب كأنها مزرعته ويأخذ حقه قبل أن يجف عرقه، على رأسهم كامل الذي كان يعتبر صديقًا شخصيًا لصالح ويتولى معه إدارة شئون