Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الخرز الملون
الخرز الملون
الخرز الملون
Ebook228 pages1 hour

الخرز الملون

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الخرز الملوَّن تُعَدُّ إحدى أهم الروايات العربية التي صدرت فى الربع الأخير من القرن العشرين، ليس فقط لجرأة مضمونها، لكن لأسلوبها الفني المبتكر الذي مزج فيه سلماوي بين رواية السيرة والرواية التسجيلية. تُسجِّل الرواية أهم الأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية منذ وقائع 1948 من خلال خمسة أيام في حياة بطلتها نسرين حوري.
Languageالعربية
PublisherDiwan
Release dateJun 28, 2024
ISBN9789778713787
الخرز الملون

Related to الخرز الملون

Related ebooks

Related categories

Reviews for الخرز الملون

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الخرز الملون - محمد سلماوي

    قالوا عن هذه الرواية

    «الخرز الملون» هي درة أعمال محمد سلماوي، لؤلؤة حقيقية لا زيف فيها، ألوانها ثابتة على الزمن ثبات ألوان نقوش المقابر الفرعونية، تملك دوام الفن وقدرته على اختراق مقولات الزمان والمكان بحيث تتحول الخبرة الشخصية إلى رمز إنساني دائم.

    د. ماهر شفيق فريد، الأهرام

    عمل محمد سلماوي هذا يضعه على طريق مختلف عن طريق أدباء جيله، يكتب بحرفية عالية اكتسبها من ثقافته، يعرف جيدًا معنى الشكل الفني ودوره.. «الخرز الملون» هي اقتراب فني جريء من قضية العرب التي تهيمن على وجودنا، وهي تضعنا تحت ضوء متجدد يعرِّينا حتى النخاع.

    علاء الديب، صباح الخير

    برواية «الخرز الملون» يضع محمد سلماوي نفسه – عن جدارة وبكل ثقة واطمئنان – بين كبار كتاب الرواية العربية الحديثة.. اختار سلماوي شكل الأيام بمفهومها التراثي القديم، فنحن إذن أمام أيام العرب في شكلها المعاصر والتي أراد سلماوي أن يسجلها بالطريقة التي لا يستطيعها علم التاريخ.. الطريقة الروائية.

    خيري شلبي، الإذاعة والتلفزيون

    تمثل إضافة جديدة للرواية العربية بمضمونها الوطني والإنساني، وشكلها الفني الجريء، الذي يمزج بين أساليب القص الحديث وأسلوب السيرة.

    جمال الغيطاني، الأخبار

    رواية جامعة نُسجت من نبض الحياة، وعمق التاريخ، وقوة المشاعر الإنسانية، وأصالة الروح الوطنية، وارتفاع المستوى الأدبي.

    أحمد حمروش، روز اليوسف

    واحدة من الأعمال المثيرة المراوغة، تجمع في حذق ماهر بين تقنيات منوعة من فنون عدة، وتمزجها في نسيج مرهف دقيق، وبناء فني محكم ومركب.

    د. نهاد صليحة، الأخبار

    تبدو بطلة الرواية رمزًا لضمير الأمة العربية فيما تواجه من أزمات قد تبدو خاصة لكنها في الواقع عامة تمس الوطن العربي بالذات عبر هذه الأيام الخمسة التي هي اختصار لنصف قرن من الزمان.

    ياسين رفاعية، الشرق الأوسط

    إذا كانت رواية «زينب» للدكتور هيكل حدثًا أدبيًّا هامًّا في بداية القرن العشرين، و«ثلاثية» محفوظ حدثًا هامًّا في منتصفه، فإن رواية «الخرز الملون» لمحمد سلماوي هي حدث أدبي هام في نهاية القرن.. لقد اكتشف سلماوي طريقًا جديدًا لكتابة الرواية قد يكون له أثره في حياتنا الأدبية مستقبلًا.

    لويس جريس، صباح الخير

    مقدمة

    حين كتبت روايتي هذه فى بداية التسعينيات من القرن الماضي، تصورت أن ما استدعيته فيها هو تاريخ مضى قبل ذلك بعقود، وحدثني البعض بأن الرواية ذكَّرتهم بالأحداث التي حلَّت بالشعب الفلسطيني قبل وبعد نكبة عام ١٩٤٨، حين استخدمت عصابات الإرهاب الصهيوني، مثل الهاجاناه وإرجون زفاي ليومي وشتيرن، المذابح والمجازر المتكررة لتهجير السكان الأصليين قسريًّا إلى مخيمات اللاجئين، وإخلاء الأرض والمزارع والبيوت للمهاجرين اليهود القادمين من أوروبا وأمريكا، وكان البعض يتصور أن دير ياسين التي مُحِيَت من على الخريطة كانت وحدها التي شهدت تلك المذابح الوحشية، لكن ما حدث فيها حدث فى غيرها قبلها وبعدها، فهذا هو التاريخ الدامي للشعب الفلسطيني، لكن أحداث الحرب الوحشية التي تشنها الآن دولة الاحتلال العنصرية في غزة حولت هذا التاريخ إلى واقع حي، بعد أن زادته وحشية فقصفت المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ودفنت الأطفال والنساء أحياءً تحت أنقاضها، لذلك فحين أعدتُ قراءة الرواية لمراجعة طبعتها الجديدة التي تصدرها دار ديوان للنشر بعد ما يزيد على ثلاثين عامًا من نفاد طبعتها الأولى، وجدتني أطالع أحداث الحرب في غزة التي وصفها البعض بأنها النكبة الثانية، فها هي المذابح تُرتكب من جديد، وها هي البيوت تُدَكُّ والأراضي تُخلى، وها هي أعداد الضحايا من الشهداء والجرحى والمصابين بعاهات دائمة تتضاعف بالآلاف لتثبت أن مجازر النكبة الأولى لم تكن حادثًا عارضًا صاحَبَ إقامة الدولة العبرية على أرضنا العربية، وإنما هي سياسة منهجية متأصلة لتلك الدولة التي مارست الإرهاب والعنصرية طوال تاريخها بهدفٍ ثابتٍ لم يتغير عبر السنين هو إبادة الشعب الفلسطيني، تلك هي سياسة التطهير العرقي التي تصورنا أن العالم قضى عليها نهائيًّا بعد هزيمة الحكم النازي في الحرب العالمية الثانية.

    على أن الفلسطينيين بالطبع ليسوا فقط ضحايا تلك الحرب العنصرية التي لم تتوقف منذ إنشاء الدولة اليهودية على أرضهم، وإنما هم بشر يتنفسون ويحبون ويتألمون، لهم عواطفهم ومشاعرهم، وتموج مخيلاتهم بالآمال والأحلام، من هنا فقد قامت هذه الرواية الفلسطينية على قصة حب لبطلتها الشاعرة الفلسطينية والكاتبة الصحفية التي لم أصرح باسمها عند بداية نشر الرواية، لكن لم يَخْفَ على أحدٍ أنها مستوحاة من الحياة الحافلة والمضطربة التي عاشتها جاكلين خوري ابنة رئيس بلدية حيفا التي استوطنت مصر بعد نزوحها وأسرتها من فلسطين، وكانت من ألمع العاملين بجريدة الأهرام في أواسط القرن الماضي. لقد كانت جاكي كما كنا نسميها فى القسم الخارجي بالأهرام امرأة مثقفة على قدر كبير من الجمال والذكاء، كانت شاعرة ومحررة شئون خارجية لامعة عُرِفَت بلقاءاتها المتميزة مع أكبر الشخصيات الدولية، وجمعتها علاقات مع معظم نجوم الصحافة والثقافة في عصرها، والذين هم من بين أبطال هذه الرواية، لكن نهايتها كانت مأساوية، فقد كانت بما مر عليها من أحداث هي التجسيد الحي للقضية الفلسطينية الحاضرة دومًا في الضمير العربي بأحزانها ومآسيها.

    المؤلف

    ٢٠٢٣

    إلى مَن ظَلَّت تُلِحُّ عليَّ ذكراها

    طوال سنوات عشر.. حتى كتبتُ قصتَها.

    المؤلف

    اليوم الأول: ١٤ مايو ١٩٤٨

    أغنية الانطلاق

    في تلك الليلة المضطربة من شهر مايو طارح إبراهيم زيدان زوجته نسرين الغرام كما كان يفعل كل ليلة منذ تزوجا قبل ستة أشهر، لكنها لأول مرة لم تشعر به.. ظلت تتحسس بأناملها جسده، لكنها لم تلامس إلا الهواء.

    شعرت نسرين لأول مرة بأن بها خواءً هائلًا لا يمكن لأي رجل أن يملأه، لأنه لا يرتبط بحسها الجسدي، وإنما بكبريائها الوطني وبكيانها الإنساني.

    أسلمت نسرين لإبراهيم جسدَها دون حراك، وبعد دقائق – بدت لها كأنها ساعات طوالانقلب زوجها إلى الجانب الآخر من الفراش وذهب في سُبات عميق، على حين ظلَّت هي شاخصة ببصرها إلى سقف الغرفة تفكر في قرارها الذي كانت قد عقدت العزم على تنفيذه في صباح اليوم التالي.

    في الخارج لم تتوقف طلقات الرصاص. بعضها قريب وبعضها الآخر في الأفق البعيد.

    ظلت نسرين تعد الدقائق والثواني خلال ساعات الليل الطوال كي يطلع الصباح فتنطلق إلى منزل عبد القادر الحسيني قائد قوات المجاهدين.

    تحسست نسرين عُنُقها، فلامست أصابعها ذلك العقد الذي لم تخلعه منذ لبسته أول مرة.. ألبسه لها إبراهيم أمام المرآة، فقالت له وهي تنظر إلى حَبَّاته:

    – لم أرَ في حياتي خرزًا بهذه الألوان الزاهية.

    قال:

    – الخرز الأحمر يعبّر عن حبي لك، والأصفر يعبر عن غيرتي عليك، والأخضر..

    كانت نسرين تبلغ من العمر ١٨ عامًا، وكانت ابنة السيد بشير حوري رئيس بلدية يافا. كان لونها حين خرجت إلى الدنيا شاحبًا كلون زهرة النسرين التي تنبت في أفياء الجليل، فأسماها والدها باسم تلك الزهرة. لكنها كانت جميلة منذ مولدها، بشرتها صافية وشعرها كستنائي، وعيونها اللوزية يشعّ منها بريق الأحجار الكريمة، خاصة حجر عين الهرّ الذي تسري خطوطه الذهبية كأشعة الشمس المتدفقة.

    وشبَّتْ نسرين لتكون من أجمل فتيات يافا.. ذكية لمّاحة ذات شخصية جذابة. منذ نعومة أظافرها وهي ترقص وتغني وتَنْظم الشعر، لذلك كانت نسرين تمامًا مثل فلسطين مطمعًا للطامعين.. ظل الشباب يحومون حولها وكل منهم يُمَنِّي نفسه بأنه سيفوز بها، ومن بين هؤلاء خفق قلبها الشاب لفتى وسيم يكبرها بثلاثة أعوام هو إبراهيم زيدان.

    كان إبراهيم ينتظرها كل يوم حين تخرج من المدرسة كي يتمشى معها إلى بيتها. في بعض الأحيان كانا يتجهان إلى المزارع التي كانت تحيط بالمدرسة على أطراف المدينة ليحفرا اسميهما على شجرة زيتون. في أحيان أخرى كانا ينطلقان إلى الميناء ليعدا أشرعة المراكب التي تتلاعب فوق صفحة الماء.

    في أحد الأيام الأولى للخريف حين كانت حرارة الصيف قد تحولت إلى دفء مريح تخللته بعض الريح الهادئة، وعلت الشمس في السماء تنشر ضياءها الهادئ ما بين سحب الشتاء الوليدة، أخذ إبراهيمُ نسرينَ وانطلق بها في زورق صغير إلى عرض البحر.

    أخذت رياح الخريف الخفيفة تعبث بالماء فترسل أمواجًا صغيرة على سطح البحر. في البداية شعرت نسرين بشيء من الرهبة، لكن إبراهيم طمأنها إلى أنه يعرف البحر جيدًا، وما هي إلا دقائق حتى استراحت لضربات مجدافه القوية في الماء، والتي لا تأتي إلا من مُتمرِّس خبير، فكثيرًا ما كان إبراهيم يخرج للصيد مع شباب الميناء ثم يعود بصيد ثمين يعرضه على زملائه في زهو وافتخار.

    بعدت الميناء في الأفق وبدت مبانيها في عيني نسرين مثل لعبة المكعبات الملونة التي كان والدها قد أهداها لها وهي بعدُ طفلة، والتي طالما صنعت منها بيوتًا وقصورًا صغيرة. حولت نظرها إلى إبراهيم فبدا لها عملاقًا وقد خلع قميصه وأخذ يجدف بقوة دافعًا أمواج البحر الزرقاء خلفهما بذراعيه المفتولتين.

    نعم هو عملاق بالفعل، فهو فارع الطول، كما أنه بلغ سن الرشد. كان قد ترك الدراسة، لكنه على الأقل متميز بين الشباب في الألعاب الرياضية.

    نظرت نسرين إلى حبيبها في هيام وقالت له:

    – هل تعرف من تشبه؟

    فقال بسرعة:

    – قولي لي بربك، فلطالما حيرتِني بقولك إنني أشبه شخصًا آخر.

    ثم رسم على وجهه تلك الابتسامة الآسرة التي كانت نسرين لا تملك مقاومتها، وقال في زهو:

    – رغم أنني ليس لي شبيه.

    قالت نسرين والانبهار يترقرق بين كلماتها:

    – الآن فقط عرفت. إنك تشبه آلهة الرومان. تمثال «دافيد» الذي شاهدته في الصيف الماضي حين سافرت مع أمي إلى فلورنسا، لقد صنعه مايكل أنجلو من المرمر الأبيض الصافي، وهو عملاق مثلك وجميل مثلك. قد لا تصدقني، لكنك تشبهه تمامًا، سأحضر لك صورته غدًا.

    خطرت على ذهن إبراهيم مقولة لا يذكر أين سمعها، لكنه رأى أن يرددها أمام ابنة رئيس البلدية كي يبدو في مثل اطلاعها:

    – لا تستغربي الشبه بالرومان، فإننا في الحقيقة لسنا عربانًا وإنما فينيقيون.

    كانا قد بعدا تمامًا عن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1