Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أكل عيش
أكل عيش
أكل عيش
Ebook129 pages54 minutes

أكل عيش

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

صدرت هذه المجموعة القصصية عام 1954، وفيها يتأمل الدكتور مصطفى محمود الحياة الإنسانية، عبر سبع قصص قصيرة تعكس أسلوبه القصصي الجذاب. يستهل المجموعة بقصة «سفريات»، حيث نتعرف على البطلة التي تُقدِم على الانتحار. تليها قصة «اللي يكسب» حيث الطبيب الذي يُعاني من إحجام المرضى عن زيارة عيادته، فيُقرر تأجير غرف العيادة. ثم قصة «صانعو الأفراح» التي تحكي عن راقصة وعازف قانون ينالان معاملةً سيئة على الرغم من قناعتهما بأنهما لا يزالان قادران على إسعاد الجمهور. وغيرها من القصص ذات الأسلوب الجذل والواقعية النافذة.
Languageالعربية
PublisherDiwan
Release dateJun 28, 2024
ISBN9789778800265
أكل عيش

Read more from مصطفى محمود

Related to أكل عيش

Related ebooks

Related categories

Reviews for أكل عيش

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أكل عيش - مصطفى محمود

    المحتويات

    دراسة نقدية ٧

    سفريات ٥١

    اللي يكسب ٦٣

    صانعو الأفراح ٧٧

    حلاوة السكر ٨٧

    انـــفعال ٩٥

    روبابيكيا ١٠٣

    أم سيد ١١٣

    الإنسان يعلو على الإنسان

    دراسة نقدية

    المتناهي في الصغر والمتناهي في الكبر، هذان هما المداران اللذان يدور في فلكهما أدب مصطفى محمود، بل وفكر مصطفى محمود. المتناهي في الصغر هو البداية الأولى للحياة، والمتناهي في الكبر هو النهاية الأخيرة للكون، وفيما بين الحدين يقع الإنسان، قمة التطور في الحياة، ومحور الوعي في الكون.

    على أنه إذا كان المتناهي في الصغر لا قيمة له في طبيعته وإنما قيمته في معناه، وكان المتناهي في الكبر لا أهمية له في ذاته وإنما أهميته فيما وراءه من معنى، فالأميبا الحية أو الجرم السماوي كلاهما إن دلا على شيء فإنما يدلان على الإنسان وإن كانت لهما أهمية فمن خلال الإنسان. وإذا كان «الميكروسكوب» هو وسيلتنا في إدراك المتناهي في الصغر وكان «التلسكوب» وهو أداتنا في إدراك المتناهي في الكبر، فإن الوعي أو البصيرة النافذة هي سبيل الوصول إلى الإنسان.. الجامع بين المتناهيين في الصغر وفي الكبر.

    وكما يحتوي الإنسان في داخله على هذين البعدين، يحتوي الوعي كذلك على بعدين آخرين، يحتوي على «العقل» و«الشعور»، فعند مصطفى محمود أن الوعي هو سبيل الوصول إلى المعرفة، وليست هي المعرفة التلقائية التي تتم بدون معاناة بل هي عملية شاقة قوامها فاعلية العقل ونشاطه، وقوامها العمليات الذهنية بما تنطوي عليه من تدليل واستدلال. وعلى ذلك فالوعي عند مصطفى محمود أعلى من العقل وليس أدنى منه، أو هو على الأصح معرفة فائقة للعقل تسمو على كل لون من ألوان النظر الاستدلالي الخالص، أو على حد قول الفيلسوف هنري برجسون: «إن الوعي ليس إلا ضربًا عاليًا من التفكير».

    وليس معنى هذا أن الوعي هو الشعور، وإنما الوعي شيء آخر، فالشعور مقصور على التقاط المعطيات وإيرادها في تياره، أما الوعي فقادر على تعقل هذه المعطيات، ومع ذلك لا يمكننا أن نفصل بين الوعي والشعور، أو أن نباعد بينهما، لأن كلًّا منهما لا ينفصل عن الآخر، ولا يمكن أن يفهم في استقلال عنه، فليس الوعي عند مصطفى محمود مغايرًا للشعور، بل هو مجانس له، وليس أدنى بل هو أعلى، أو هو على حد قول وليم جيمس: «إدراك فائق للشعور».

    من فوق هاتين الركيزتين المحوريتين، الوعي والإنسان، الوعي كأداة للمعرفة، والإنسان كموضوع للمعرفة، انطلق مصطفى محمود في كتبه وكتاباته سواء الفلسفي منها على مستوى التفكير، أو الأدبي على مستوى التعبير.

    وهو لم ينطلق انطلاقة أي كاتب تقليدي يقول ما عنده، ثم يستدير ليقول ما عند الآخرين، وإنما انطلق بإمكانيته الفنية الهائلة التي جمع فيها إحساس الأديب وإدراك الفيلسوف، ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري جديد، فيه عمق الفكرة ودفء العبارة، فيه البصر الذي يوحي بالبصيرة، والمادي الذي يؤدي إلى المعنوي، والرؤية التي تلتقي بالرؤيا كأروع ما يكون اللقاء، هو يتعاطى الأشياء بعقله، ثم يعيها بوجدانه، ثم يجسدها بقلمه فإذا هي مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة، وإذا هي، لا أقول بناءً دراميًّا ولا نسقًا روائيًّا ولا حدسًا فلسفيًّا، ولكنها قطعة من الواقع وشريحة من الحياة، أو هي بنية حية فيها رسم الواقع وفيها نبض الحياة.. إنها كلوحة الفنان التعبيري تستمد ألوانها من الأنبوبة مباشرة.

    أسمعه يقول في «وداع الغاية»:

    «طفولة الإنسانية الحلوة.. كنت أراها حولي. الطفولة بكل براءتها، وخطاياها.. ومرحها.. وانطلاقها النشوان، كانت ترقص على نقرات أشجار التبك المجوفة.. لا يسترها شيء.. لم يكن عند واحد من هؤلاء الأطفال الكبار شيء يخيفه.. كل منهم كان يغني من أحشائه.. وكان يعطي نفسه كلها للحظة التي يعيشها لا افتعال.. لا خجل.. لا تمثيل.. لا غرض من وراء أي شيء.. وإنما الكل يرقص لأنه فرحان. لأنه يعيش بجماع قلبه. وشعرت بالدماء تدب في أوصالي الباردة.. وشعرت بطفولتي الدفينة تحت ركام ثلاثين عامًا من كابوس المدينة.. تطل برأسها.. وتتمطى.. وتنبثق من تحت الردم.. وتسري في جسدي كسيال من الكهرباء. وشعرت بنفسي أقوم.. وأهتز.. أرقص.. كما لم أرقص في حياتي، كطفل مولود تهدهده أمه.. الطبيعة..».

    ومن هنا كان فنه غير قابل للتمذهب.. أعني أننا لا نستطيع أن ندرجه تحت مذهب أدبي معين أو نطلقه وراء فيلسوف بالذات. فهو ابن حياة.. استطاع أن يفلسف حياته ويحيا فلسفته، وأن يتخذ من أزماته النفسية الحادة وزلازله الباطنية العنيفة، فضلًا عن تجاربه الحية وخبراته الوجودية، استطاع أن يتخذ منها جميعًا مادة لكتاباته.. «فكتاباته صدى مباشر لإحساسه بالحياة.. وفلسفته نابعة من التساؤل الذي تطرحه هذه الحياة».

    ومن هنا أيضًا كان مصطفى محمود من أعدى أعداء «المذهبية»، فهو لا يطيق الصيغ الجامدة ولا التصورات الجاهزة التي من شأنها إطفاء ما في أدبه من فكر، وإخماد ما في فلسفته من نبض، وأعشق ما يعشقه أن يترك نفسه روحًا مرنة تعانق الحقيقة، وذاتًا حية تلتقي بالوجود.

    وعلى ذلك فإذا وجدنا أن كتاباته

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1