خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي

"مشوار حياة" كتاب غير عادي، أعدّه واحد من أهم مصوّري السينما المصرية والعربية، الفنان سعيد شيمي، عن صديق عمره المخرج الفذّ الراحل محمد خان، من خلال الخطابات التي كان يرسلها إليه، سواء من الإسكندرية أو لندن، فنحن هنا لسنا أمام خطابات عادية، بل خطابات تروي جزءاً من تاريخ السينما. هذه الخطابات التي يحتويها الكتاب ليست شخصية بالمعنى الضيق، بل خطابات ترصد تطور مسيرة محمد خان، والعقبات التي واجهته في سبيل إتمام دراسة السينما في لندن، ومتابعته الحركة السينمائية هناك وملحوظاته عليها. ففي كل خطاب كان ينقل إليه انطباعه عن الأفلام التي شاهدها ويحلّل بعضها، أو يحكي عن تجاربه في لندن.

"انتصار للسينما" هو الجزء الثاني من الرسائل المتبادلة بين "محمد خان" أحد أهم مخرجي السينما المصرية والعربية و "سعيد الشيمي" والذي يعدّ أحد أهم مديري التصوير السينمائي في العالم العربي. في مقدمة هذا الكتاب يقول الناقد السينمائي أحدم شوقي: "إن جانبًا رئيسيًّا من مسيرة محمد خان كان غائبًا، كاد يختفي للأبد برحيل صاحبه، حتى جاء الصديق الأوفى سعيد شيمي ليفجر أكبر مفاجأة سارة في الثقافة السينمائية بالكشف عن هذه المراسلات التي صارت كتبًا تحمل ثانيها بين يديك. لا أتحدث هنا عن قدر ما تحمله هذه الخطابات من حميمية، من تعبير مدهش عن صداقة حقيقية وليست مصطنعة، مليئة بالصدق والحب والعتاب ولحظات الصفاء والكدر، وبطرق تعبير لم نعد معتادين عليها في عصر السماوات المفتوحة والتواصل الفوري مع كافة أرجاء العالم: التعبير بالورقة والقلم، وبذل الأفكار والخواطر والمشاعر في صورة كلمات ذات طعم ولون ورائحة، كلمات ذات شخصية وليست مجرد أدوات للتواصل ونقل الأفكار - لا أتحدث عن هذا، وإنما أميل بحكم التكوين الشخصي ربما إلى الفائدة الثقافية والفنية الكبرى التي تُقدمها هذه الخطابات إلى كل باحث ودارس وناقد ومهتم بتاريخ السينما المصرية."